عبر وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين في تصريح لفرانس 24 عن تمسك بلاده بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2015، مشددا في نفس الوقت على ضرورة تأجيلها نظرا للظروف الصحية العالمية التي أفرزها الإيبولا، إلا أنه أوضح أن الرباط مستعدة لأن تراجع طلبها على ضوء التقارير الصحية الدولية المقبلة. وكان الاتحاد الأفريقي أعلن، في رد منه، تمسكه بموعد تنظيم التظاهرة، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصيرها؟
يسود الكثير من الغموض حول مصير تنظيم كأس الأمم الأفريقية المقرر إجراؤها في المغرب من 17 كانون الثاني/يناير إلى 8 شباط/فبراير، وذلك بعد أن قدمت الرباط طلبا بتأجيل التظاهرة لم يلق ردا إيجابيا من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وقال وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين، في تصريح لفرانس 24، "يمكن أن يراجع المغرب طلبه تأجيل تنظيم كأس الأمم الأفريقية على ضوء التقارير الصحية الدولية"، مشيرا إلى أن الرباط ستجري مشاورات في الموضوع مع الاتحاد للتوصل إلى قرار نهائي.
وأكد الوزير المغربي أن الرباط "متمسكة" بتنظيم هذه التظاهرة، رافضا التعليق على إمكانية نقلها إلى بلد آخر. وأشار إلى أن المغرب تشاور مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في شخص رئيسه عيسى حياتو قبل إعلانه عن طلب التأجيل.
وقال أوزين إنه إذا ما قرر الاتحاد الأفريقي نقل التظاهرة إلى بلد آخر "فهذا قرار سيادي" يخصه، "تحترمه الرباط"، لكنه شدد في الوقت نفسه على "القرار السيادي" للمغرب بشأن موقفه من التنظيم هذه المنافسات، معتبرا أن "التخوفات المغربية مشروعة" بالنظر لما خلفه الوباء من ضحايا في عدد من البلدان الأفريقية.
قرار "يتطلب الدرس والتمحيص"
في تعليق منه على القرار المغربي، قال الصحفي الرياضي سمير بلفاطمي، "أعتقد أنه قرار يحتاج لكثير من الدراسة والتمحيص خاصة إذا عرفنا أن مئات المسافرين إن لم نقل آلاف يتوافدون على المغرب عبر معابر المملكة الجوية من دول أفريقية وبشكل يومي، كما أن الخطوط الملكية المغربية لا تزال تقوم برحلات لعدة بلدان أفريقية، وبالتالي احتمال الإصابة لا قدر الله تبقى واردة حتى وإن لم ننظم العرس الأفريقي".
وأضاف بلفاطمي "من الضروري أن تأخذ الدولة المغربية جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة من أجل تفادي دخول الفيروس للبلد، وعليها في نفس الوقت عدم تفويت العرس الأفريقي الذي انتظره المغاربة لأكثر من ست وعشرين سنة كي ينظم على أرضهم."
السيناريوهات المطروحة
يرى بلفاطمي أن "الكاف" "لن يقبل التأجيل"، ويستشف ذلك "من رده السريع" على الطلب المغربي، حيث أكد أن "التظاهرة لم تؤجل لأي سبب من الأسباب منذ انطلاقها أول مرة سنة 1957".
وفي حالة رفض التأجيل من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وتمسك المغرب بطلبه، يقول بلفاطمي، "سنكون أمام سيناريوهات عدة:
أولها : نقل البطولة إلى دولة أخرى جاهزة على مستوى البنية التحتية لاحتضان العرس الأفريقي وتبقى جنوب أفريقيا الأقرب لذلك . لكن هل ستقبل باستقبال البطولة في مثل هكذا ظروف
ثانيا : إلغاء البطولة بشكل نهائي أو على الأقل تأجيلها لصيف 2015 ما قد ﻴﺘﻴﺢ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ، ومحاولة القضاء ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ
ثالثا : إجبار المغرب على تنظيم البطولة تحت طائلة الغرامات المالية أو تعليق مشاركة المنتخب والفرق المغربية في التظاهرات القارية، وهذا أمر أراه مستبعدا جدا في الظرف الراهن".
ونوه بلفاطمي أخيرا إلى أن "خيار التأجيل هو الأقرب للتحقيق في الوقت الراهن"، نظرا للمعطيات الصحية خاصة التي جاءت بها منظمة الصحة العالمية، حيث أشارت المنظمة في آخر تقرير لها أن عدد ضحايا الوباء تجاوز 4 آلاف وفاة.
التعليق بإستخدام حساب جوجل
تعليقات الفيسبوك