وصف الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، الأحداث الجارية في مناطق من جنوب تونس بـ"المؤسفة" عقب احتجاجات تطالب بإلغاء ضريبة على السفر لليبيا.
وقال الباجي، في حوار بثه التلفزيون الحكومي مساء الثلاثاء: "ما يحدث في الجنوب التونسي مؤسف وسيئ، وما كان ليكون خاصة اليوم ومع تشكيل الحكومة الجديدة والسبب كان ضريبة 30 دينارًا (حوالي 15 دولارًا)".
وأضاف: "سنرفع (سنلغي) هذه الضريبة ولو كانت مضمنة في ميزانية 2015".
وتابع: "هناك من يفتعل هذه الأمور وكل إفراط في استعمال العنف غير جيد، لن يقع هذا الأمر مستقبلا؛ لأن المتضرر هو تونس".
وكانت كل من مدينتي بنقردان، وذهيبة، تابعتين لمحافظة تطاوين (جنوب) دخلتا، أمس الإثنين، في احتجاجات شعبية لمطالبة السلطات التونسية، بإلغاء إجراء ضريبي مفروض على الأجانب عند الدخول والخروج من معبري رأس جدير (في بنقردان، ويعتبر أكبر بوابة برية بين تونس وليبيا) وذهيبة وازن (في تطاوين، ويصل بين البلدين)، أدت إلى مواجهات مع الأمن التونسي، أمس الأول الأحد، ما أسفر عن مقتل شاب، وإصابة آخرين، وهو الأمر الذي قررت الحكومة التونسية فتح تحقيق بشأنه.
وفي سياق متصل بتشكيل حكومة الحبيب الصيد التي نالت الأسبوع الماضي ثقة مجلس نواب الشعب وباشرت مهامها، قال الباجي: "لا وجود لحكومة دون مشاركة النهضة وآفاق تونس والاتحاد الوطني الحر، ولقد نصحت الصيد بمزيد من التشاور مع الأطراف السياسية عندما قدم لي تشكيلة الحكومة لم تشارك فيها النهضة لأنه من الضروري أن تكون هناك أغلبية عريضة للحكومة في البرلمان".
ونفى الرئيس التونسي أي تدخل سياسي خارجي لفرض توافق بين حزبي "نداء تونس" و"النهضة"، مضيفًا: "قرار تونس هو قرار مستقل والقرار لا يخضع لا لزيد ولا لعمر".
وأقرّ الباجي بأن هناك انشقاقات داخل حزب "نداء تونس (السبسي عضو به حاليا وكان يرأسه قبل توليه منصب رئيس البلاد)"، معتبرًا أنها ستزول لأنه وحسب تقديره "حزب تواجده ضروري في المشهد السياسي للبلاد".
وفي ملف السياسة الخارجية لتونس وخاصة المتعلق بالوضع في ليبيا، قال الباجي إن الحل يكمن في عدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي وعدم الدخول في تحالف مع أي شق من الأطراف المتنازعة.
وأضاف: "نفكر في تحالف دولي مع دول منها الجزائر والتشاد ومصر والحل يبقى ليبيًّا"، لم يحدد طبيعته.
وجدد الرئيس التونسي انتقاده قرار الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي قطع العلاقات مع سوريا في 2012 دون أن يوضح مستقبلها مكتفيا بالقول: "سنعمل على خطة منسجمة مع الحكومة الحالية في هذا الموضوع".
والخميس الماضي، نالت حكومة الصيد الثقة أمام مجلس نواب الشعب بـ 166صوتًا من أصل 204 حضروا الجلسة (إجمالي مقاعد البرلمان 217) فيما رفض 30 نائبًا منحها الثقة وامتنع 8 عن التصويت.
وتضم حكومة الحبيب الصيد 27 وزيرًا و14 كاتب دولة، وتضم التشكيلة 8 نساء منهن 3 وزيرات و5 كاتبات دولة، منهم مستقلون ومنتمون إلى 5 أحزاب سياسية ممثلة في البرلمان وهي نداء تونس (86 نائبا) وحركة النهضة (69 نائبا) وآفاق تونس(8 نواب) والجبهة الوطنية للإنقاذ (نائب واحد).
سفيرا فرنسا وامريكا يتعهدان بدعم تونس اثر اندلاع احتجاجات في الجنوب
أعلن سفيرا فرنسا والولايات المتحدة عن دعم بلديهما لتونس لدى لقائهما اليوم الثلاثاء رئيس الحكومة الحبيب الصيد.
والتقى الصيد اليوم السفيرين بقصر الحكومة بالقصبة بعد أقل من أسبوع من استلامه لمهامه رسميا على رأس حكومة ائتلافية مكونة من خمسة أحزاب.
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة تأكيد السفير الأمريكي جاكوب والس على وقوف بلاده إلى جانب تونس ودعم جهود الحكومة في تحقيق التنمية.
كما نقل البيان عن السفير الفرنسي فرانسوا جويات إن بلاده التي تعد الشريك التجاري الأول لتونس لن تدخر جهدا من أجل تعزيز التعاون والشراكة العريقة بين البلدين.
وتأتي اللقاءات بينما تواجه حكومة الصيد أزمة مبكرة مع اندلاع احتجاجات جنوب البلاد مطالبة بإلغاء رسوم حكومية في المعابر مع الجارة ليبيا ودفع التنمية والتشغيل في تلك الجهات.
وتعهدت الحكومة الحالية بالعمل على جلب استثمارات ومنح أولوية التنمية للمناطق الأكثر فقرا وتهميشا في البلاد.
التعليق بإستخدام حساب جوجل
تعليقات الفيسبوك