الرئيس المصري السابق حسني مبارك تدخل هاتفيا في برنامج وخلال هذه المداخلة تحدث عن الظروف السياسية والعسكرية التي أحاطت بتحرير سيناء وذكّر بانجازات نسبها إلى نفسه من خلال تدريبه وتأهيله للجيش المصري والرفع من جهوزيته العسكرية وكذلك قطعه الطريق أمام الإسلام السياسي و"إفشاله لمخططه" على حد تعبيره بعد اغتيال أنور السادات.
لكن اللافت في هذا اللقاء هو أنه كان فرصة ليعرب خلالها مبارك عن دعمه للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي الذي وجه إليه التهنئة بمناسبة ذكرى تحرير شبه جزيرة سيناء، ودعا المصريين إلى الوقوف خلفه وخلف القيادة السياسية التي وصفها بالحكيمة، للخروج بالمنطقة العربية بأسرها من المخاطر كما يقول.
المداخلة الهاتفية والتي كانت الثانية من نوعها منذ عزل مبارك عن سدة الحكم أثارت ردود فعل قوية ومتباينة حيث اعتبرها البعض خطوة قد تمهد لعودة مبارك ورموز نظامه إلى الحياة السياسية المصرية خاصة بعد تبرئته في قضية قتل المتظاهرين وتبرئة أبنائه في قضايا أخرى، في حين اعتبر البعض أن المداخلة هي دليل على أن النظام القائم اليوم في مصر هو امتداد لنظام مبارك وإن تغيّر لاعبوه، بل ثمة من أشار إلى وجود تنسيق مع أجهزة الدولة لإجراء هذا اللقاء.
البعض أشار أيضا إلى أن عودة رموز النظام السابق إلى الحياة السياسية المصرية تبدو اليوم بديهية بعد تقديم أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة أو ظهور أبناء مبارك في مناسبات تحظى غالبا بمتابعة إعلامية كبرى.
كما أن دعم حسني مبارك لعبد الفتاح السيسي قد يضع الأخير في موقف حرج خاصة بعد تصريحات سابقة للرئيس الحالي بعدم السماح للنظام السابق بالعودة إلى المشهد السياسي المصري إلا أن منح مبارك منبرا إعلاميا قد يجعل بعض المصريين يربطون تلقائيا بين النظامين البائد والقائم.
0 commentaires :
إرسال تعليق