PUB

فجر ليبيا تفسح المجال أمام داعش للسيطرة على سرت



طرابلس - يسيطر تنظيم داعش على مواقع حيوية في مدينة سرت الليبية التي كانت في السابق معقلا لميليشيات العقيد معمر القذافي، منذ أواخر فبراير الماضي.

وتعدّ مدينة سرت الساحلية إحدى أبرز مناطق صراع النفوذ بين داعش وفجر ليبيا، باعتبار أن المدينة تقع ضمن ما يعرف بمنطقة “الهلال النفطي” التي تضم مخزونا هو الأكبر من نفط ليبيا.

ويبدو أن أكثر المدن الليبية ثراء من حيث المخزون النفطي بدأت تقع في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أفاد مصدر بمجلس أعيان سرت بانسحاب الكتيبة 166 التابعة لميليشيا فجر ليبيا، أمس الأول، من موقعها الرئيسي في جهاز استثمار مياه النهر الصناعي بالمنطقة الوسطى في سرت، ومكّن هذا الانسحاب داعش من فرض سيطرته على مطار المدينة.

وقال تنظيم الدولة الإسلامية، أمس الجمعة، في تغريدة على موقع تويتر إن اشتباكات وقعت بين عناصره والقوات الموالية لحكومة طرابلس “في كافة محاور مدينة سرت”، معلنا “السيطرة الكاملة على قاعدة القرضابية الجوية”.

وقاعدة القرضابية التي تقع على بعد نحو 20 كلم جنوب سرت مسقط رأس القذافي، تضم مطار المدينة الذي طالما استضاف رؤساء دول ومسؤولين في عهد النظام السابق.

ومطار هذه القاعدة هو أول مطار في ليبيا تتأكد سيطرة التنظيم المتطرف عليه، منذ أن تمكن من السيطرة في فبراير الماضي على الأجزاء الكبرى من مدينة سرت وغالبية المباني الحكومية فيها.

وسبق أن دارت اشتباكات عنيفة، منذ أيام، بين كتيبة 166 وتنظيم داعش، قرب مدينة سرت. وقال محمد الشامي، رئيس المركز الإعلامي لغرفة العمليات المشتركة التابعة لرئاسة الأركان العامة الموالية لفجر ليبيا، إن “اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المحطة البخارية” على بعد نحو 15 كلم غرب سرت، مضيفا أن “الاشتباكات اندلعت حين هاجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية موقعا للكتيبة 166”.

ويمثل داعش ليبيا خطرا على دول الجوار المدفوعة لدعم تدخل عسكري عاجل لتأمين حدودها، ولكن من المحتمل أن يواجه التنظيم المتشدد صعوبات في الدفاع والسيطرة على مناطقه (درنة وسرت أساسا) في حال تعرّضه لهجوم عسكري من نقاط متعددة.
ورغم حالة الفوضى والانفلات الأمني وانهيار مؤسسات الدولة في ليبيا، إلاّ أن التنظيم غير قادر على التوسع نحو العاصمة طرابلس وبنغازي، لاعتبارات عدّة أهمّها أنه محاصر من قبل قوات الجيش الوطني وأن عدد الكتائب الموالية له محدود، فهو لا يشكل قوة مركزية ثابتة لها ترساناتها وبوارجها وطائراتها الحربية، فحتى إمدادات الأسلحة تأتيه من بعض التنظيمات التي أعلنت مبايعتها للبغدادي إكراها جرّاء خلافات وصراعات دامية مع القاعدة.

وقد أعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم أنَّ قبضة داعش في ليبيا لاتزال هشَّة، وذلك على الرغم من قيامه بعمليات تعتبر نوعية مثل ذبح المصريين الأقباط.

وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق سنة 2011 تسبب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس بمساندة فجر ليبيا التي تعد تحالفا لقوات غير متجانسة التقت مصالحها بسبب خسارة شق تيار الإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية منتصف العام الماضي. وتعيش ميليشيا فجر ليبيا على وقع صراعات داخلية وخلافات بين قادتها أدّت إلى انسحاب العديد من القوات المسلحة والخروج من عباءتها مثل “الحلبوص” (انسحبت من طرابلس بعد التفاوض مع قادة الجيش بمنطقة ورشفانة والعزيزية) وبعض كتائب مصراتة التي تعدّ معقلا لها.

ويرى مراقبون أن الارتباك الذي تعيشه فجر ليبيا قد يقود إلى زوالها، خاصّة في ظل الاشتباكات العنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية وصراعهما على النفط ومناطق النفوذ.

Print Friendly and PDF

Med Ali Jabeur

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 commentaires :

إرسال تعليق