زيوريخ - حثت منظمة الشفافية الدولية السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على الانسحاب من رئاسة الفيفا ودعت إلى تأجيل الانتخابات المقررة ليوم غد (الجمعة)، وذلك بعد توقيف ستة مسؤولين بارزين من الاتحاد بتهم الفساد.
وأنصفت هذه الخطوة دعوات متعددة إلى فتح ملف الفساد في الاتحاد الدولي خاصة بعد الشكوك التي أحاطت بمنح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022.
وقال كوبوس دي سواردت مدير المنظمة التي تتخذ من برلين مقرا لها وهي متخصصة في مكافحة الفساد “هذه الفضائح حصلت تحت مراقبة بلاتر. من مصلحة الجماهير والحكم الجيد لكرة القدم أن ينسحب”.
وطالب كوبوس تأجيل انتخابات الرئاسة المقررة بين بلاتر الذي يقاتل من أجل البقاء على رأس الفيفا لولاية خامسة على التوالي، وبين الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي عن آسيا في الولاية الماضية.
وفي أول تفاعل مع هذه الدعوة، طالب الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بعد اجتماع مكتبه التنفيذي في وارسو بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا 6 أشهر بسبب فضائح الفساد.
ومن المتوقع ان تتجاوب اتحادات الدول الأوروبية مع هذه الدعوة وتدعم تأجيل انتخابات رئيس الفيفا.
وتوقع مراقبون أن يستفيد الأمير علي انتخابيا من نتائج هذه الفضيحة المدوية.
وقال المرشح الشاب، الذي يحظى بدعم واسع من قبل مسؤولين ولاعبين سابقين ومشاهير في الرياضة الأكثر شعبية، إن الفيفا يحتاج إلى قيادة يمكنها استعادة ثقة عشاق كرة القدم حول العالم.
وأكد الأمير علي في بيان صدر عن مكتبه “لا يمكن أن تستمر هذه الأزمة. إنها أزمة مستمرة منذ فترة طويلة ولا تتعلق بأحداث اليوم. يحتاج الفيفا إلى قيادة تحكم وتقود وتحمي الاتحادات الوطنية. قيادة تتحمل مسؤولية قراراتها ولا تلقي اللوم على أطراف أخرى. قيادة تستعيد ثقة مئات الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم”.
ولم تشمل الاعتقالات بلاتر، لكنها شملت مسؤولين بعده مباشرة في التسلسل القيادي لأغنى وأقوى هيئة رياضية في العالم.
ولم تحدد وزارة العدل السويسرية على الفور هوية المسؤولين الذين ينتظرون تسليمهم للولايات المتحدة لكن تقارير إعلامية قالت إن الأسماء شملت جيفري ويب ويوجينيو فيجيريدو وهما نائبان لرئيس الفيفا.
وقالت الوزارة السويسرية إن محققين أميركيين يشتبهون في أن المسؤولين تلقوا رشاوى أو دفعوا رشاوى تقدر بملايين الدولارات بينما يواجه مدراء تنفيذيون في شركات إعلامية وترويجية اتهامات بتقديم عمولات خفية.
وأضافت في بيان “هؤلاء الأشخاص موضع تحقيق يجريه مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية من نيويورك للاشتباه في قبولهم رشاوى وعمولات خفية في الفترة ما بين أوائل التسعينات ويومنا هذا”.
وكثيرا ما شابت تقارير فساد الاتحاد الدولي الذي يقول إنه يباشر فيها التحقيق بنفسه لكن حتى الآن لم تثبت أي إدانة في أي قضية كبرى بأي دولة.
وقال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إن القبض على عدد من مسؤولي كرة القدم البارزين ليس مرتبطا بحصول بلاده على حق استضافة بطولة كأس العالم 2018.
وفي الوقت نفسه، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث الرئاسي في روسيا أن الكرملين لا يرى ضرورة للتعليق على عملية القبض على مسؤولي كرة القدم اليوم في زيوريخ.
في المقابل لم يعرف بعد ما إذا كانت التحقيقات مع رؤوس الفيفا ستشير إلى تورط شخصيات قطرية في الرشاوى لتسهيل استضافة مونديال 2022.
وتعرض قرار الفيفا منح حق تنظيم كأس العالم لدولة قطر لانتقادات من مسؤولي كرة القدم في الدول الغربية.
وأجبر الفيفا على الاعتراف بأن الجو حار للغاية بما لا يسمح بلعب كرة القدم في الصيف، الفترة التقليدية لتنظيم كأس العالم، مما أدى إلى تغيير جداول المباريات في كل أنحاء العالم لتتناسب مع موعد المونديال.
ويقول مراقبون إن تعقيدات قانونية عميقة ستشوب الإجراءات التي سيتبعها الادعاء العام الأميركي.
وأضافوا أنه من المتوقع أن تواجه هذه الإجراءات بمقاومة عنيفة من موسكو والدوحة اللتين لا تتمنيان أن تسحب حقوقهما في تنظيم البطولة التي أنفق البلدان عليها مليارات الدولارات.
وإذا ما تم سحب البطولتين فستسرع أستراليا والولايات المتحدة وإنكلترا وأسبانيا والبرتغال إلى التقدم مرة أخرى للفوز بتنظيم البطولة الأكثر شعبية في العالم.
وحين وقف بلاتر على المنصة معلنا لأكثر من مرة أن لا شيء سيقف في وجه تنظيم البطولتين في روسيا وقطر لم يكن يتوقع حينها أن الشرطة السويسرية والمباحث الفيدرالية في الولايات المتحدة تحضران لسلسلة اعتقالات لا تضع مستقبل البطولتين في دوائر الشك فقط، ولكنها قد تطيح بمستقبل بلاتر نفسه.
ويبدو أن الشرطة السويسرية تعمدت اختيار توقيت الاعتقالات التي تأتي قبل يومين فقط من إجراء الانتخابات على مقعد رئاسة الفيفا بعناية.
كما اختارت الشرطة المكان أيضا بحرص شديد، فالمسؤولون المعتقلون لم يتواجدوا فقط في نفس المدينة، لكنهم كانوا جميعـا نزلاء في فندق بورو لاس الذي جرت فيه الاعتقالات.
وتعاقد الفيفا مع ممثل ادعاء أميركي سابق للتحقيق في مزاعم رشوة تتعلق بمنح حق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لقطر وروسيا، لكنه رفض نشر تقريره وأصدر ملخصا فقط ينفي وجود أي مخالفات كبيرة، ثم استقال المحقق قائلا إن تقريره تعرض للتشويه.
0 commentaires :
إرسال تعليق