PUB

هواجس نساء تونس في عيدهنّ:العنوسة… الزوجة الثانية والرئاسة



إنتظارات كبيرة وأحلام  كثيرة تراود العديد من التونسيات وهنّ يحتفلن بالعيد العالمي للمرأة الموافق ليوم 8 مارس من كلّ سنة…

بعض أمانيهنّ قد تبدو بسيطة ولكنّها تعبرّ عن روح المرأة التونسية وإيمانها العميق انّ المستحيل ليس تونسيا وانه بإمكان المرأة تبوأ مكانة رائدة ولم لا الترّشح للانتخابات الرئاسية على غرار ما كشفت عنه آمنة منصور القروي رئيسة حزب «الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء»… أمنيات قد تكشف عن تضحيات جسام قدّمتها ولا تزال تقدّمها المرأة  خاصة انّها تمثلّ العمود الفقري للبيت وللمجتمع التونسي.


ورغم الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة في بلادنا فإن الهواجس والمخاوف  والتحديات مازالت كبيرة في ظل  تمنيات البعض بـ «زوجة ثانية» وفي ظلّ تنامي عدد العازبات وإرتفاع نسبة العنوسة التي فاقت أكثر من 60 في المائة حيث إرتفع عدد العازبات في تونس إلى أكثر من مليوني وربع المليون فتاة وذلك وفق تقرير أعده مؤخرا الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري. كما  عرّت الثورة التونسية العديد من المواضيع المسكوت عنها بالنسبة للمرأة وقدّمت نماذج مختلفة لفتيات ونساء البلاد فوجدنا المتحرّرة والمتحجّبة وحتى المتنقبة وتظلّ لكلّ واحدة منهن فلسفتها ومفهومها للحقوق والحريات ورؤياها للمجتمع الذي تحلم به. 

«التونسية» وبمناسبة «عيد المرأة» نزلت الى الشارع في محاولة لتحسّس شواغل فتيات ونساء تونس ما بعد الثورة فكان معهن الريبورتاج التالي:

لقاؤنا الأول كان مع الحاجة «تركية» تقطن بجهة «الكبارية»، ورغم بلوغها  سنّ الستين فهي تعمل كمنّظفة لتتمكنّ من إعالة أولادها، قالت انّ لديها 7 أبناء وان أمنيتها الوحيدة في الحياة ان يتّحصلوا على وظائف أو على عمل يخفف عنها أعباء الحياة.
وأكدت «تركية» ان المرأة العاملة وخصوصا في مجال «التنظيف» تتعب كثيرا وانها تنهض من السادسة صباحا وتستقلّ عدة وسائل نقل لتباشر عملها ثم تعود إلى بيتها  على الساعة السابعة مساء وقالت انّ أجرتها زهيدة (160 دينارا) ولكنها مع ذلك  تعيل بها أسرة وفيرة العدد؟.

وكشفت خالتي «تركية» انّ «الحمل» كبير جدا والمسؤولية جسيمة وانها  باتت المسؤولة عن الأسرة خاصة بعد وفاة زوجها.
(انهمرت الدموع من عينيها) ومع ذلك إستجمعت قواها لتقول: «لا بدّ ان أؤمن  دراسة أبنائي وألبّي جميع حاجات الأسرة». وعبرّت خالتي «تركية» عن أملها في أن تستقرّ البلاد.

ماذا عن العزوبية؟
«للاّهم الشبلي» قالت إنها فتاة عزباء ويتيمة الأبوين وأضافت انها تتمنى إضافة إلى الزواج الحصول على مسكن وأكدت انها كفتاة عزباء  تعاني من الوحدة ومن غلاء المعيشة وقالت انّ معاليم الكراء مرتفعة جدا، وكشفت ان راتبها ينتهي في منتصف الشهر وأنه لم يعد بإستطاعة المرأة ان تتحمل الكثير من الأعباء ومواجهة متطلبات الحياة خاصة اذا كانت وحيدة.
المزيد من الحريات 
من جانبها كشفت «مريم بوعزيزي» انّها تحصلت على الأستاذية وأنها تنتظر وظيفة، وأضافت انّ المرأة التونسية تحصلّت على الكثير من المكاسب وحققت أشياء كثيرة وأنها مع ذلك  دائمة السعي لنيل المزيد من الحقوق. 

وعبّرت عن أملها في الحصول على شغل، قائلة: «أملي ان تصبح تونس نموذجا يحتذى  به وأن تصل المرأة إلى أعلى المراتب حتى لو كان مطلبها الترشح للرئاسة».

وأكدت مريم انّ المرأة المتحجّبة تحصلّت على حرّيات إضافية بعد الثورة سواء في إرتداء الحجاب الذي كان ممنوعا في ظل النظام السابق أو في إرتداء «النقاب» مستطردة أن مسألة النقاب مازالت تثير تحفظات البعض، وقالت «نحن في مجتمع واع ولا بدّ ان نترك للمرأة حرّية إختيار ما ترتديه لأنه لكلّ شخص مفهومه  ونظرته للأشياء». مضيفة: «مجتمعنا مثّقف ولم يعد هناك أي مجال للضغط على المرأة». 

 المزيد من الأمان 
 «أمل أمجد» تلميذة مغربية تدرس في تونس قالت من جهتها انّ المرأة التونسية لا تزال تنقصها العديد من الأشياء مقارنة بالمرأة المغربية وكشفت انها تشعر ان المرأة لا تشعر بالأمان خصوصا في الشارع  وأنها دائما مهددة ولا يمكنها البقاء لساعات متأخرة من الليل بمفردها عكس عديد المجتمعات المتقدمة.

واعتبرت «نور رباب» (تلميذة) انه لا بدّ من المزيد من الأمان خاصة في الشارع وانه من المفروض ألاّ تشعر المرأة انها مستهدفة ،و قالت ان والدتها كانت  تصطحبهم إلى عديد الأماكن وأنهم كانوا يقومون بفسحات باستمرار ولكن ذلك  تقلّص بسبب بعض الاضطرابات في البلاد.

وأكدت نور أنّ «اللباس» وارتداء النقاب أو الخمار من عدمه يندرج ضمن الحريات الشخصية وان كل فتاة أو امرأة حرّة في اختياراتها.

واعتبرت «سامية» (ربة بيت) انّه رغم مكاسب المرأة فإن عديد النساء يتخوفن من شبح الزوجة الثانية وقالت انّ هذه أمنية بعض الرجال ولكنها لن تتحقق في مجتمعنا لأن متطلبات الحياة كثيرة والرجل لا يمكنه تحمل مسؤوليات إضافية .  

قبر الحياة
وكشفت «فاطمة» انّها تعمل في وظيفتين واحدة في النهار كمنظفة في شركة، ثم تعود الى البيت لإطعام أطفالها ثم تباشر العمل مجددا في مؤسسة أخرى ليلا، وقالت انّ سرّ الجمع بين الوظيفتين يعود الى غلاء المعيشة حتى تتمكن من تلبية حاجات الأسرة وقالت انّ أمنيتها الحصول على «قبر الحياة» مضيفة انّها تعبت من كثرة العمل.

وأكدت «فاطمة» انّها تتحملّ جميع أعباء الاسرة وانّ زوجها لا يساعدها في تحملّ الواجبات، وأكّدت انه لولا صمودها لانقطع أبناؤها عن الدراسة ولتشردت عائلتها.

واعتبرت «فاطمة» ان سعر الطماطم إرتفع كثيرا وأن  «الزوالي» لم يعد قادرا على إقتناء «الدجاج» وقالت انها تضطرّ الى طبخ «البرغل» في الماء أو «المحمصة» في الحليب، وقالت انّ أكثر ما يؤرقها هو غلاء فواتير الماء والكهرباء التي تستنزف جزءا مهمّا من راتبها.

وقالت انّ المرأة في السابق كانت تكتفي بوضع غطاء فوق رأسها، أما الآن فتنوعت أشكال الحجاب وأصبحت بعض النساء ترتدين النقاب وقالت انها تفضلّ الغطاء البسيط على الرأس.

التقدير والإحترام للمرأة
«صفاء هناني» قالت انها تتمنى أن تنال المرأة الكثير من الإحترام وان تحصل على المزيد من التقدير وأكدت انه في الفترة الأخيرة سجلت عديد الإعتداءات على المرأة التونسية. وحول تعدد نماذج المرأة قالت صفاء انّ المرأة واحدة مهما إختلف اللباس سواء  كان نقابا أو حجابا  أو أن تكون متبرجة فالمرأة هي المرأة مهما كانت القناعات.

وأكدت «يسرى بن موسى» ان العديد من المكاسب تحققت  للمرأة في تونس وانه أصبح بإمكانها ان تدرس وان تعمل مؤكدة على  ان الحياة لا تقوم على الرجل فقط بل على المرأة والرجل، وطالبت بمزيد إحترام المرأة في تونس لأنها نصف المجتمع.

وقالت «جليلة الجلاصي»  (ربة بيت) انّ المرأة تتحمل عديد الاعباء وان الأمنيات كثيرة ولكن هناك العديد من الأعباء التي تثقل كاهلها.
المصدر : التونسية
Print Friendly and PDF

Alyoum News

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك